المشهد الثاني

المشهد الثاني
(دقّة حزن.. أهالي المرحومه أم حنّا، الناس يأخذون بالخاطر)
أبو فارس:
ألله يِرْحَمَا يا جَماعَه..
أُمّ حَنَّا كَانِتْ سِتّ السِتَّاتْ..
رَبِّتْ عَيْلِه كْبِيرِه بْتَقْوَى أَللَّه..
بدور:
شُو عَمْ بِيقُول هَيْدَا؟..
الظّاهِرْ مُشْ عارِفْ إِنُّو عِنْدَا وَلْدَيْن مَحْبُوسِينْ؟.. وجَابُوهُنْ دِغْرِي مْنِ الْحَبْس تا يِحْضَرُوا دَفِنِةْ إِمُّنْ..
زمرد:
يا رَبِّي لا تْجَرِّبْنَا.. وَاحِدْ حَرَامِي..
وِالتَّانِي مْهَرِّبْ حَشِيشِه..
بدور:
ما فِي عَيْلِه بْهَالضَّيْعَه وْما عِنْدا وَلَدْ بِالْحَبْس..
نِحْنَا ما عْرِفْنا نْرَبِّي.. أَللَّه عَطَانَا الْوَزْناتْ..
ما عْرِفْنا تَاجَرْنا فِيهَا..
الْتَهَيْنَا بْجَمْع الْمالْ.. بْحُب الذّاتْ.. بْلِعْب الْوَرَقْ.. بِالسَّهَرْ بَرَّاتْ الْبَيْت.. وِتْرَكْنا وْلادْنا..
زمرد:
كِلّ الضِّيَعْ فِيهَا مَدَارِسْ إِلاَّ ضَيْعِتْنَا.. وْلادْنا ما بْيَعِرْفُوا يْفِكُّوا الْحَرْف.. لازِمْ نَعَلِّمْ وْلادْنا تايِطْلَعُوا أَحْسَن مِنَّا.. وَإِلاَّ بَدُّنْ يِنْتِهْيُوا بِالْحَبْس..
بدور:
خَيِّي.. وَدَّى إِبْنُو عَ باريسْ تا يِعْمِلْ حَكِيمْ..
وْلِمِّنْ رِجِعْ عَ الضَّيْعَه ماتْ جارنا بو سامي..
قامْ إِخْدُو مَعُو تا يْعَزِّي..
وْقَبْل ما يُوصَلُوا عَ الْبَابْ كَبَّش بْبَيُّو وْقَلُّو: بَيِّي.. بَيِّي.. شُو بَدِّي قُولْ؟
قَلُّو: تِقْبُرْ قَلْبِي رَيْتَكْ.. حَكِيمْ قَدّ الدِّنِي وما بْتَعْرِفْ تْقُولْ: أَللَّه يِرْحَمُو..
زمرد:
إِبِنْ خَيِّكْ تْعَلَّمْ يْزِينْ الضَّغِطْ وْيِضْرُبْ إِبِرْ.. بَسّ ما تْعَلَّمْ يِحْكِي بَيْن النَّاسْ.. وْكِلّ ما إِمْرَضْ وْرُوح لْعِندْ إِبِنْ خَيِّكْ.. بْيِسْأَلْنِي قَبْل ما يِفْحَصْنِي: شُو مْعَبَّايِه بْبَطْنِكْ الْيَومْ؟.. وْبِيكُونْ صَارْ لي يَوْمَيْن بْلا أَكِلْ..
يا عَمِّي الْمَتَل ما قَالْ شِي كِذِبْ: اللِّي بْيَاكُلْ عَ ضِرْسُو بْيِنْفَعْ نَفْسُو..
بدور:
أَنا بْفَضِّلْ يِبْقُوا ولادِي حَمِيرْ.. لا بْيِقْرُوا وْلا بْيِكِتْبُوا.. أَحْسَنْ ما يَعرْفُونِي جَحْشِه.. ما بَعْرِف الأَلف مْن الْعصَا..
زمرد:
بَعْرِف مَرَا ما بْتَعْرِف تِكْتُبْ إِسْما.. كَانِت تِسْهَرْ مَعْ وْلادَا تَا يِكِتْبُوا فْرُوضِتُنْ، وْكانُوا يْفَكّرُوها آخْدِي أَعْلَى شْهادِه.. وْما قَالِتْلُنْ الْحَقِيقَه تا تْخَرّجُوا كِلُّنْ مْنِ الْجامْعَه..
بدور:
وْلادْنا.. إِلُنْ أَللَّه يا جَماعَه.. إِلُنْ أَللَّه..
زمرد:
لَيْش أَللَّه مُشْ فَاضِي إِلاَّ يْرَبِّي وْلادْنا.. حِلّي عَنْ ضَهْرُو بَقَى.. صَارْ قِرْفانْ مِنْ هَالْبَشَرِيِّه.. كِلّ وَاحِدْ عِنْدُو وْلادْ.. لازِمْ يْعِيشْ لِوْلادُو.. وَإِلاَّ ما يِتْجَوَّزْ..
الناطور:
أنشّاللَّه بِتْكُونْ فِدَا عَنْكُنْ.. وْرُوحَا بِالسَّمَا..
سعدى:
قَالْ رُوحا بِالسَّمَا قَالْ.. إِذَا كَانِتْ السَّمَا بَدّا تِسْتَقْبِلْ هَيْك ناسْ لازِمْ يْسَكّرُوها بِالشَّمْع الأَحْمَرْ..
نجوى:
مَرَّه طِلِعْ واحِدْ بَخِيلْ عَ السَّمَا، قَامْ أَللَّه قَدّمْلُو قَصِرْ مَفْروشْ وْقَلُّو: هَالْقَصِرْ إِلَكْ.. فِيكْ تِعْمِل فِيهْ مِتِلْ ما بَدَّكْ.. تانِي يَوْم حِمِلْ شَنِطْتُو وْتَرَكْ الْقَصْر، قَلُّو: لْوَيْن رَايِحْ يا إِبْنِي، قَلُّو: إِجَّرْت الْقَصِرْ وْرَايِحْ إِسْكِنْلِي سِنْتَيْن مَعْ خَيِّي بِجْهَنَّمْ..
(تضحك سعدى)
لا تِضْحَكي بْصَوْت عالِي..
هَلَّقْ بْتِسْمَعِكْ أُم حَنَّا..
سعدى:
أَللَّه يِرْحَمَا شُو كانِتْ تِسْمَعْ مْنِيحْ.. خَبَّرْنِي جِدِّي إِنُّو سِمْعِتْ جَحِشْ عَمْ بِيشَهْنِقْ بْقِبْرُصْ..
قالِتْلُو: سَكِّتْ هَالجَّحشْ يا بُو الياسْ،
بَدُّو يْنامْ إِبْنِي حَنَّا..
نجوى:
وِانْشَاللَّه سَكَتْ الْجَحِشْ؟
سعدى:
سَكَتْ جِدِّي بُو الْياسْ.. وْصَارْ يْهِزّ بْراسُو..
إِي وَاللَّه.. كانِتْ تْلَزِّقْ دِينَيْهَا عَ حِيطَانْ الِبْيُوت.. وِالشَّاطِرْ يِفْتَحْ تِمُّو..
نجوى:
يِعْنِي كَانِتْ أَشْطَرْ مْنِ الْمُخَابَرَاتْ؟
سعدى:
إِذَا الْمُخَابَرَاتْ أَجْنَبِيِّه.. أُمّ حَنَّا أَشْطَرْ بِكْتِيرْ..
بَسّ إِذَا كَانِت عَرَبِيِّه.. رَاحِتْ عْلَيْنَا..
رجل مخابرات:
فيكي تِتْفَضّلي مَعْنَا إِذَا بِتْرِيدي..
سعدى:
لَيْشْ شُو عْمِلْت؟
رجل مخابرات:
عَمّ بِتْطَوّلي لْسَانِكْ عَ المُخابَرات الْعَرَبِيِّه..
سعدى:
ما عَ الِحْسَابْ ارْتَحْنا..
رجل مخابرات:
إِمْشِي مِن دُونْ ما تِفْتَحي تِمِّكْ.. ما بَدّنا شَوْشَرَه بِجْنازِةْ الْمَرْحُومِه..
(تخرج سعدى مع رجل المخابرات)
أبو فارس:
سْمَعُوا يا إِخْوانْ.. خَيّي النّاطور بَدُّو يْأَبِّنْ الْمَرْحُومِه..
أبو حنا:
يا إخْوان.. مِنْ فَضِلْكُن سْمَعُوا.. ناطورْنا.. حامي الْحِمى.. بَدُّو يْقُولْ قَصِيدِه لَرْفِيقِة دَرْبي..
زمرد:
كِلّنا سَمَعْ يَا ناطورنا.. كِلّنا سَمَعْ..
الناطور:
إِنَّ الطُّيُورُ
عَلَى الْقُبُورُ
تُغَنِّي وْتَقُولُ:
رَحْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكِ يَا أُمَّ حَنَّا الشَّمْخَرُورُو
أبو حنا:
أُم حَنَّا.. أُمّ حنَّا.. أُمّ حنَّا..
الناطور:
قَلْبُ الْجُمُوعُ
ذَرَفَ الدُّمُوعُ
عَلَيْكِ يا أُمَّ حَنَّا
الَّتي قَلْبُ زَوْجِها مِثْلَ كَعْبِ الصِّرْمايَةِ مَشْلُوعُ
أبو حنا:
أُم حَنَّا.. أُمّ حنَّا.. أُمّ حنَّا..
إِي وَاللّه قَلْبي مِتْل كَعْب الصِّرْمايِه مَشْلُوعْ.. يا حَبِيبِةْ قَلْبِي يا أُم حنا.. عَ مِينْ تْرَكْتِي بُو حَنَّا؟
الناطور:
قَرْعُ الطُّبُولُ
بَكَّى السُّهُولُ
حِينْ أَطَلَّ التَّابُوتُ
الذي بِهِ جُثْمانُكِ يا أُمَّ حَنَّا مَحْمُولُ..
أبو حنا:
أُم حَنَّا.. أُمّ حنَّا.. أُمّ حنَّا..
يا رْفِيقِةْ حَيَاتي.. يا شْرِيكِةْ عُمْري..
يا مِسْتَوْدَعْ أَسْرَاري..
يا ضِيعانِكْ يا زَهْرِة الضَّيْعَه..
(إبنا أم حنا يغمى عليهما)
راجي:
أَحْسَنْ شِي يْرِدُّوهُنْ عَ الْحَبْس.. حَاجِي يْفَنّصُوا عْلَيْنا.. وْيِعِمْلُوا حَالُنْ زِعْلانِينْ عَ إِمُّنْ وْهِنِّي الْقَتْلُوها..
عدنان:
عَمْ بِيقُولُوا الْجِنِّيِّه قَتْلِتَا..
راجي:
هِنِّي الْقَتْلُوها لِمِّنْ فَاتُوا عَ الْحَبْس قَبِلْ ما تِقْتِلا الْجِنِّيِّه.. تْنَيْن زِعْرَانْ ما تَرْكُوا عَيْن إِلاَّ ما بَكُّوها..
عدنان:
سَرْقُوا بَيْتِي أَكْتَرْ مِنْ عِشْرِينْ مَرَّه..
وْما قْدِرْت إِكْمِشُنْ..
آخ لَوْ وَقْعُوا بَيْنْ دَيِّي آخْ..
كِنْت شِلْتْ لَحْمُنْ عَنْ عَضْمُنْ وِشْلَحْتُو لِلْواوِيِّه..
راجي:
قَوْلكْ وَيْنْ مَنصُور هَلَّقْ؟
كانْ لازِمْ يِحْضَرْ دَفْنِةْ عَمّتُو؟
عدنان:
أَنا وْجايِي عَ الِكْنِيسِه شِفْتُو عَمْ بِيحِط زِبِلْ عَ كْعاب الزَّيْتُونْ..
راجي:
لَيْش هُوِّي صَدَّقْ إِنَّا ماتِتْ.. الْعَتْرَه عَ الْبِيرُوحْ يا جَماعَه.. الْعَتْرَه عَ الْبِيرُوحْ..
عدنان:
فِي وَاحِدْ هُوِّي وْعَمْ تِطْلَعْ رُوحُو قَلُّنْ لِوْلادُو: لا تِنْسُوا تْزَبّلُوا الزَّيْتُوناتْ.. قالُولوا ولادُو: إِنْت مُوتْ وْلا تِعْتِل هَمّ بُكْرَا مِنْبِيعُنْ..
راجي:
فِي وَاحِدْ ماتِتْ مَرْتُو.. قَلُّو الخُورِي: عَيْبْ تِتْجَوَّزْ قَبِلْ ما يْنَشِّفْ الْبَاطُونْ عَ قَبِرْ مَرْتَكْ.. رَاحْ اشْتَرَى سِتّ مْرَاوِحْ.. دَارُنْ عَ الْقَبْرْ.. وْقَلُّوا نَشِّفْ يا بَاطُونْ.. الْعَرُوسْ ناطْرِتْنِي..
(يضحك عدنان)
لا بَقَى تِضْحَك بْصَوْت عالِي.. هَلَّقْ بِتْجَرّصْنا..
عدنان:
رُوح تا نرُوحْ عَ الْمَقِبْرَه.. حَرَامْ تِنْزِل أُمّ حَنَّا بِالْقَبِرْ وما غَنِّيلا شْوَيْ..
راجي:
هات.. سَمّعْني..
عدنان:
ـ1ـ
دَخْلَكْ يا طَيْر الْوِرْوَارْ
قِلِّي بْأُمّ حَنَّا شُو صَارْ
تَرْكِتْنَا وْرَاحِتْ لَبْعِيدْ
وِالدَّمْعَه بْعَيْنِي قِنْطارْ
ـ2ـ
كِيفْ بَدّنا نْوَدِّعْ جَارِتْنا
وْكِلّ لَيْلِه مَعْها نِسْهَرْ
ضِحْكِتْها كانِتْ ضِحْكِتْنا
لَكِنْ قَامِتْها أَكْبَرْ
سامِحْها كْتِيرْ
وِارْحَمْها كْتِيرْ
يا إِلَهِي..
دَخْلَكْ يا طَيْر الْوِرْوَارْ
قِلِّي بْأُمّ حَنَّا شُو صَارْ
تَرْكِتْنَا وْرَاحِتْ لَبْعِيدْ
وِالدَّمْعَه بْعَيْنِي قِنْطارْ

**

اقلب الصفحة من فضلك